جزییات کتاب
نبذة النيل والفرات:"حبال من رمال" كتاب نادر يحكي قصة فشل أميركا في الشرق الأوسط من ترجمة علي حداد وبقلم "ويلبر كرين إيغلاند" المستشار السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية وعضو سابق في هيئة التخطيط السياسي للبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية.كتب ويلبر كرين إيغلاند كتابه هذا في شهر نيسان عام 1975 أثناء تواجده في بيروت فقرر أن يدوّن حكايته مع الشرق الأوسط بمختلف المراحل التاريخية والانعطافات الحاسمة لسياسة الدول الكبرى وتأثيرها على بلدان الشرق الأوسط. ففي تلك الفترة كانت الدول العربية على الصورة التالية: لبنان في ظل نظام جمهوري بعيد الانتداب الفرنسي، مصر تحدث فيها ثورة 1952 ومع تنحية محمد نجيب يأتي عبد الناصر، العراق والأردن نظامان ملكيان. سوريا تتسابق فيها الانقلابات العسكرية. الجزائر والمغرب ما زالا تحت الحكم الفرنسي وكذلك ليبيا تحت الحكم البريطاني. العربية السعودية وبعد أن وحدها آل سعود أصبحت تحت ملك عبد العزيز بن سعود.يكشف هذا الكتاب تحول دور المخابرات الأميركية كوكالة مستقلة تبدأ عملها في الشرق الأوسط بجمع المعلومات عن الدول المعادية، إلى دور آخر وهو محاولات تدبير الفتن والمؤامرات والاغتيالات وشراء الزعماء بالجملة بالمال والوعود وقلب نظام أي بلد يحاول أن يكون وطنياً.في هذه الفترة يجيء إيغلاند مؤلف هذا الكتاب ليبدأ عمله في الشرق الأوسط، وكان جزء من مجموعة كبيرة، عملت في جميع بلدان الشرق أوسطية، وخصوصاً مصر وسوريا ولبنان والعراق والأردن والسعودية. وكانت ذروة عمله تطبيق "مبدأ إيزنهاور" وبناء أحلاف عسكرية، تقف سداً في وجه الحركات الوطنية. يقول: "إن حياتنا اليومية متأثرة جداً بفشلنا في الشرق الأوسط. والشعب الأميركي يبحث عن تفسيرات وإيضاحات عن أسباب تطور تهديد سلامته واقتصاده. موجهين اللوم إلى الشيوعية، والإسلام والعرب وأوبيك وشركات النفط".تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يساعد في الكشف عن جذور العديد من الصراعات والأزمات التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط ولا تزال حتى وقتنا الراهن. فنشوء الشرق الأوسط تكوّن خلال سنوات العنف والاضطراب التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين. وتقسيم دوله بين القوى المتصارعة وما نتج عن ذلك بعد الاستقلال.يخبرنا هذا الكتاب عن أسماء زعماء عرب اشترتهم وكالة الاستخبارات الأميركية في كثير من البلدان العربية! وكذلك البيت الفلسطيني الذي كان عرضة لاختراق المخابرات الأميركية، وكذلك دور السفارات والعملاء والشركات التي أخذت أسماء وهمية لتغطية أعمالها التجسيسية لقلب الأنظمة الوطنية وسحق كل بادرة استقلال سياسي أو اقتصادي بدأت تلوح بالأفق.بقي أن نذكر أن هذا الكتاب جاء في ثلاثون فصلاً تبدأ أحداثها منذ العام 1918 حتى أزمة لبنان والعالم العربي في العام 1975.